الخميس، 19 يونيو 2014

الرد على شبهة نزول القرأن على سبعة أحرف

الحديث: جاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَؤهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا. فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ. ثُمّ أَمْهَلْتُهُ حَتّى انْصَرَفَ. ثُمّ لَبّبْتُهُ بِرِدَائِهِ. فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْسِلْهُ. اقْرَأْ" فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ". ثُمّ قَالَ لِيَ: "اقْرَأْ" فَقَرَأْتُ. فَقَالَ: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ. إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. فَاقْرَأُوا مَا تَيَسّرَ مِنْهُ"
الشبهة تقول: أن النبى صلى الله عليه وسلم اخترع (وحاشاه) فكرة السبعة احرف بعد ما الصحابة اتو اليه وبينوا له ان هناك اختلاف بين ما تعلموه منه ..
اولا القرأن لم ينزل على قبيلة واحدة وانما نزل على قبائل متعددة وكثيرة وكان بينهما اختلاف فى اللهجات وطرق الاداء فمن الحكم القرانيه ان القران نزل بقراءات متعددة ولو نزل بقرءاة واحة لتعسر على الاخرين قراته فنزل القران جامعا للهجات هذه القبائل ولذا قال ابن الجزرى رحمه الله وهو من علماء القرءات الاعلام  أما سبب وروده على سبعة أحرف فالتخفيف على هذه الأمة، وإرادة اليسر بها والتهوين عليها وتوسعة ورحمة بل ومن عظيم الامر ان نزول القران على سبعة احرف يدل على انه كلام رب البشر اذ كيف ينزل على سبعة احرف ولم يحدث تناقض او تضاد روى الامم مسلم أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه يأمره أن يقرأ القرآن على حرف فطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهون على هذه الأمة فأمره أن يقرأه على حرفين فطلب منه التخفيف إلى أن أمره أن يقرأه على سبعه أحرف ولذا قال الصادق فيما رواه  مسلم في صحيحه بسنده عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف؛ فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا
لنذهب سريعا لنقطة البحث ان الاختلاف كان بالسماع فكان مشافهة فلم يكن من خلال النر والقراءة فى المصحف المكتوب كما زعم المستشرقين وسار على نهجهم تابعيهم
وانقل هنا قول احد العلماء ما سبب اختلاف القراءات ؟
لقد عرفنا فيما مضى أن هذه القراءات منقولة عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ومعنى ذلك أن الوحى قد نزل بها من عند الله.
والإجابة عن السؤال المطروح ، لمسها الصحابة وقت نزول القرآن واقعاً لا نظرية ، وذلك أن الصحابة - رضى الله عنهم - كانوا من قبائل عديدة ، وأماكن مختلفة ، وكما هو معروف أنه كما تختلف العادات والطباع باختلاف البيئات ، فهكذا اللغة أيضاً ، إذ تنفرد كل بيئة ببعض الألفاظ التى قد لا تتوارد على لهجات بيئات أخرى ، مع أن هذه البيئات جميعها تنضوى داخل إطار لغة واحدة ، وهكذا كان الأمر ، الصحابة عرب خلص بيد أن اختلاف قبائلهم ومواطنهم أدى إلى انفراد كل قبيلة ببعض الألفاظ التى قد لا تعرفها القبائل الأخرى مع أن الجميع عرب ، والقرآن الكريم جاء يخاطب الجميع ، لذلك راعى القرآن الكريم هذا الأمر ، فجاءت قراءاته المتعددة موائمة لمجموع من يتلقون القرآن ، فالتيسير على الأمة ، والتهوين عليها هو السبب فى تعدد القراءات.
والأحاديث المتواترة الواردة حول نزول القرآن على سبعة أحرف تدل على ذلك:
جاء فى الصحيحين - عن ابن عباس رضى الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أقرأنى جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف"( ) ، وزاد مسلم: " قال ابن شهاب: بلغنى أن تلك السبعة فى الأمر الذى يكون واحداً لا يختلف فى حلال ولا حرام
وذا يتبين فيما سبق اخى الكريم ان الاحرف السابعه كلها قران من الله العلى العظيم وليست تأليف لا من صحابه ولا من النبى صلى الله عليه وسلم واود ان اسئل السائل واضع الشبهة سؤالا لماذا تجاهل الاحاديث الورادة والتى بينت ان نزول القران على سبع احرف كان من الله عز وجل اذ ان الصغيه فيه كهذا النص من حديث ذكرته سابقا  فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف؛ فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا
اذا الشاهد ان الله عز وجل هو الامر
وقد اختلف العلماء فى الاحرف السبعه واصدر كلا منهم رايه على حسب ما وصل اليه من اجتهاده فان كان راى احدهما خطأ او لا يتفق مع الاحاديث الورادة او كما يزعم المتشرقين يدعوا الى الشك فماذنب النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك
والراجح من نظرى هو ان المراد بالاختلاف هو اختلاف الاوجهوهما
1- اختلاف الأسماء من إفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتذكير ، وتأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.
4- الاختلاف بالنقص والزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم والتأخير.
6- الاختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة ، والتفخيم ، والترقيق الخ
واخيرا لو كان كما يقول المستشرقون ان النبى صلى الله عليه وسلم قد اخترعها ما وردت هذه الاحاديث المتواترة التى اثبتت ان القران على سبعة احرف قبل وقوع هذه الحادثه فالحادثه وقعت بعد نزول الاحاديث
وكون القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف فهو تنوع من ألفاظ القرآن وتوسعة فى النطق به وتعدد فى وجوه الأداءدون أن يثبت ذلك اختلافاً فى القرآنوكما قال الله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
وقد قال لى احد الاخوة ان الملحد ربما يقول > ما الدليل ان هذه الأحاديث نزلت قبل الواقعة ؟ .. مع العلم ان عمر رضى الله عنه فى هذا الحديث كان متفاجئا من قراءة حكيم ..فهو اذن لا يعلم عن شئ اسمه الحروف السبعة قبل ذلك .. فصاحب الشبهة يقول ان مسألة الأحرف السبعة جاءت بعد هذه الواقعة بدليل ان عمر كان متفاجئا من قراءة حكيم
والجواب كالاتى ليس معنى عدم معرفة عمر باحديث وردت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم هى عدم وردوها عنه والدليل على ذلك هناك مسائل وقعت بعد النبى صلى الله عليه وسلم واتى عمر للحكم فيها فاخبره بعض الصحابه انه مع من النبى كذا فقال عمر امعك من يشهد لك قال نعم هذه نقطه اذا فعدم معرفة عمر بحديث الاحرف السبعه لا يدل على عدم وقوعه
قد يقول السائل ولكن كيف لا يعلمها وهى مساله عظيمه النقطة الثانيه ان ااحاديث السابقه يؤيدها قول النبى صلى الله عليه وسلم اذ انه قال فى الروايه بصحة القران لان القران نزل على سبعه احرف فالنبى قال بالحكم بناء على نص سابق عمر كان لا يعرف مسائل اعظم من ذلك فى الشريعه وبالرغم لم يعترض احد واليك مثلا ابو بكر كان لا يعرف مسائل لها احكاما شرعيه ثابته كميراث الجدة
ومما يدل على ان الاحاديث السبعه كانت معروفه انه لم يحدث اجماع من الصحابه وقتها بجهلهم بهذه القرءاة فعدم معرفة احدهم بحديث وراد لا ينفى وجود هذا الحديث فمعنى قوله هكذا انزلت وقوله لعمر ايضا هكذا انزلت يدل على ان القراءت او الاحرف السبعه قد سمعها النبى صلى الله عليه وسلم من جبريل هكذا وهذا ابلغ صدق فى ان الاحاديث التى وردت فى سؤال النبى التخفيف يدل على وقوعها قبل وقوع الاختلاف فى قراتها
واوضح امرا اخر حتى لا يقول السائل كيف جهلها عمر رضى الهل عنه اتدرى ان عمر رضى الله عنه كان يجهل مسألة الاستئذان عن سعيد الخدري يقولا : كنا في مجلس عند أبي بن كعب فأتى أبو موسى الأشعري مغضباًًً حتى وقف فقال : أنشدكم الله : هل سمع أحد منكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول : الإستئذان ثلاث فإن إذن لك وإلاّ فإرجع قال أبي وما ذاك قال : إستأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات فلم يؤذن لي فرجعت ثم جئته اليوم فدخلت عليه فأخبرته : أني جئت أمس فسلمت ثلاثاً ثم إنصرفت قال : قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل فلو ما إستأذنت حتى يؤذن لك قال : إستأذنت كما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا ، فقال أبي بن كعب : فوالله لا يقوم معك إلاّّ أحدثنا سنا قم يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر ، فقلت : قد سمعت رسول الله (صلى الهل عليه وسلم ) يقول هذا.

فهل جهل عمر بهذا الحديث يدل على عدم نزوله
بالطبع لا وهنا ارى ان الشبهة قد تهاوت تماما
كتبه راجى عفو ربه عمرالزهيرى